مقدمة:
فى السنوات الأخيرة إتجهت المؤسسات المختلفة إلى إستخدام نظم التعليم الإلكترونى وذلك كوسيلة لتدريب العاملين فيها آخذين فى الإعتبار الظروف الإقتصادية المختلفة. وفى المجمل تعد الأسباب التى تدفع المؤسسات لإستخدام إحدى منصات التعليم الإلكترونى كالآتى:
- الرغبة فى تدريب العاملين فى أماكن بعيدة ومتفرقة.
- الرغبة فى تدريب عدد كبير من العاملين بتكلفة إقتصادية قليلة.
- توفير بيئة متغيرة لكل متدرب تبعا للبرنامج التدريبى وطريقة وفترة التدريب.
وبعد سنوات من بدأ إستخدام نظم التعليم الإلكترونى فى التدريب تبدو هذه التقنية صامدة وليست ظاهرة فى طريقها للخفوت وبالعكس فإن التعليم الإلكترونى يرسخ أقدامة وبالذات فى ظل الأزمة الإقتصادية التى يواجهها الإقتصاد العالمى الآن. ويهدف هذا المقال إلى إلقاء الضوء على العناصر التى تؤثر على التعليم الإلكترونى, وآليات إختيار منصة التعليم الإلكترونى المناسبة والمتطلبات الحديثة لهذه النظم والإتجاهات الحديثة فى هذا المجال.
وبالأخص سيركز المقال على المعايير التى سيستخدمها كل مستخدم لمنظومة التعليم الإلكترونى لإختيار المنظومة التى سيقرر إستخدامها. أيضا ستتم مناقشة الإختيارات المختلفة المتاحة للإستخدام وذلك تبعا للتقنيات المتاحة والإحتياجات الحديثة لأقسام الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات بالمؤسسات.
معايير إختيار نظام التعليم الإلكترونى المناسب
يعتبر إختيار نظام التعليم الإلكترونى من المهام المعقدة والتى تتدخل فيها مستويات مختلفة من المؤسسة والتى تختلف من حالة لأخرى فمثلا الشركات التى تستخدم التعليم الإلكترونى فى التدريب ستعطى الأولوية لقدرة النظام على تنفيذ الهدف منه بكفاءة ويلى ذلك جودة خدمة العملاء الخاصة بالنظام ثم السمعة الطيبة بناء على التوصيات من المستخدمين السابقين ويلى ذلك السعر المناسب. وتعتبر هذه العناصر مجتمعة حاسمة فى إختيار النظام المناسب.
وبالنظر لنقاط الحسم الفنية تكون أحد أهم العناصر هو مدى قدرة النظام على التكامل مع النظم المتواجدة فعليا فى المؤسسة كنظم شئون العاملين ونظم الموارد البشرية والتدريب وبالطبع يشير هذا المؤشر إلى أهمية أن يهتم مصنعى النظم بعمل نظم ربط قياسية تسمح بالترابط بين البرامج والنظم المختلفة حيث أصبحت هذه النقطة حاسمة فى إختيار نظم التعليم الإلكترونى نظرا لزيادة تعقيد نظم الإدارة الإلكترونية للمؤسسات وبالذات عند إستخدام النظم السحابية والتى تبدو من النظم ذات النمو المتزايد. كما تعد القدرة على التعامل مع النظم الأخرى من خلال "Application Program Interface, API" من العناصر المهمة عند إختيار نظام التعليم الإلكترونى المناسب. أيضا تعد قدرة النظام على التعامل مع الأعداد المتزايدة من المتدربين من المعايير المهمة وسهولة تهيئته فى وقت قصير.
ويعد نظام إدارة التعلم الإلكترونى LMS هو القلب النابض لنظام التعلم الإلكترونى ولذلك كانت سهولة التحرك داخل هذا النظام بالنسبة للمستخدمين من العناصر المهمة التى لا يجب إغفالها. ونظرا لأنتشار أجهزة الهاتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية أصبح وجود نسخة من النظام متوائمة مع إستخدام الهواتف المحمولة من العناصر المهمة. كما يعد تواجد بعض العناصر التعليمية التى يمكن إستخدامها مباشرة من العناصر التى تساهم فى قرار الإختيار ويمكن تلخيص كل هذه النقاط السابق ذكرها تبعا للأهمية المتوقعة لها كالآتى
1. القدرة على تنفيذ المهام المنوط بها
2. التكامل مع نظم المؤسسة الأخرى
3. السعر
4. الدعم الفنى
5. السمعة السابقة من خلال مستخدمين محل ثقة
6. سهولة الإستخدام
7. إمكانية الإستخدام مع النظم السحابية
8. إمكانية الإستخدام مع الموبايل
9. توفير الإستشارات
10. القدرة على توفير العناصر التعليمية
11. إمكانية زيادة حجم النظام
12. التكامل باستخدام API
13. سهولة وتكلفة الإستضافة من حيث إحتياجات الأجهزة
14. سرعة الجاهزية للإستخدام
الإتجاهات الحديثة
بالرغم من تقديم تيم أورلى لمقالته الشهيرة عام 2005 والتى قدم فيها فكرة ال Web 2 ومن هذا التاريخ توالت الدراسات حول تأثير هذه الفكرة على نظم التعلم الإلكترونى ولكن بالرغم من هذا ظلت منصات التعليم الإلكترونى التقليدية هى المقصد الأول للشركات الراغبة فى تطبيق نظم التعلم الإلكترونى وذلك بالإضافة للنظم المكملة لمنصات التعليم الإلكترونى كالفصول الإفتراضية ونظم الإمتحانات الإلكترونية. وبالتالى فأن نظم ال Web 2 لم تنجح حتى الآن فى تقديم البديل المناسب ويمكن إيعاز ذلك لعدم وجود معايير معتمدة بشكل واسع الإنتشار لنظم ال Web 2 مما يجعل تكاملها مع النظم الأخرة من الصعوبة بمكان كما أن عملية المتابعة أيضا صعبة فى نظم ال Web 2 وذلك مما يتعارض مع سياسات المؤسسات الكبيرة.
ولكن يمكن بتحليل المنتجات التى تم تقديمها فى مجال التعليم الإلكترونى إلى 4إتجاهات رئيسية للمستقبل:
- الاتجاه الأول: النظم السحابية Cloud
يهتم العاملين فى مجال تكنولوجيا المعلومات بالنظم السحابية كوسيل لتقديم الخدمة بالرغم من أن المستخدم النهائى قد لا يلاحظ الفرق ولكن هذه الطريقة توفر فى تكلفة تقديم الخدمة كما تقدم خدمة مميزة من خلال شركات متخصصة من خلال أستخدام Software as a service Saas حيث يمكن البدأ فى إستخدام الخدمة التعليمية مباشرة كما يمكن زيادة مستوى الخدمة تبعا لعدد المستخدمين بسهولة
- الاتجاه الثاني: نظم الإدارة الموهوبة " talent management-oriented solutions"
إستخدام نظم الإدارة الموهوبة كنظام يضيف لنظم التعلم الإلكترونى ويستخدم فى النظم التى التى تدمج نظم التعليم الإلكترونى بنظم إدارة الموارد البشرية وتظهر قيمة هذه الإضافة عند إستخدامها فى تتبع موظف ما فى المؤسسة وبناء مسار وظيفى له.
- الاتجاه الثالث: التعليم الإلكترونى المتنقل m-Learning
حيث يتم إستخدام العناصر التعليمية من خلال التليفونات المحمولة الذكية والحواسيب اللوحية المتوفرة مع نسبة كبيرة من المستخدمين وهذا النظام مناسب حتى للأفراد الذين لا يجيدون إستخدام التكنولوجيا وظهرت بعض النظم الموجهة لهذا النوع من الأجهزة مثل نظام .eXact
- الاتجاه الرابع: التعلم الإجتماعى Social Learning
وذلك بطريقة مشابهة لما يحدث فى الWeb 2 وذلك عن طريق تغذية نظم التعليم الإلكترونى بالبيانات الإجتماعية للمستخدمين بطريقة مشابهة لشبكات التواصل الإجتماعى ولكن تواجه هذه النظم صعوبات فى المزج بين البيانات الرسمية والبيانات الإجتماعية للعاملين ولذلك لايزال إستخدام هذه النظم فى طور البداية وإنى كان يلقى إهتماما متزايدا من المؤسسات.
مراجع:
- Downes, S. (2005). E-learning 2.0. eLearn Magazine, 10. Retrieved from
http://elearnmag.acm.org/featured.cfm?aid=1104968
- Geddes, S.J. (2004). Mobile learning in the 21st century: benefit for learners, Knowledge Tree e-journal, 6. Retrieved fromhttp://knowledgetree.flexiblelearning.net.au/edition06/download/Geddes.pdf
- O’Reilly, T. (2005). What Is Web 2.0 - O’Reilly Media. O’Reilly. Retrieved from
http://oreilly.com/web2/archive/what-is-web-20.html
- Garavaglia Andrea & Gaiotto Mauro(2012) Adoption of e-learning solution: selection criteria and recent trends
قلم ا.م .د/ شريف السيد كشك
الوظيفة مدير وحدة التعليم الالكترونى
مصدر المقال
http://emag.mans.edu.eg/index.php?page=session&task=show
0 التعليقات:
إرسال تعليق
شكراً لمشاركتك إبداء رأيك في مدونتي ، ويسعدنا دائما وجودك ،،
محبك
أبو الأيهم علي الدغري