الترجمة

الترجمة

19 ديسمبر 2014

فصول افتراضية إشكالية المفهوم.. وآلية الاختيار



د. حسن الباتع



معظم الجامعات في العالم المتقدم تتجه إلى الاستخدام المتزايد للتعلم الإلكتروني نظرًا للأهمية البالغة التي تميزه عن التعليم التقليدي، وذلك تزامنًا مع بروز وتطور الثورة المعلو - اتصالية وما رافقها من تدفق معلوماتي ومعرفي غير مسبوق، شكل التعلم الإلكتروني إحدى أوجهه، لما يميز هذا النمط غير التقليدي من يسر الإفادة من خدماته، وتوفير فرص التعليم لأشخاص قد يكون من الصعب التحاقهم بنظام التعليم بصورته التقليدية، هذا إلى جانب إسهامه في تجاوز بعض مشكلات التعليم العالي. لقد أدى التطور التقني إلى توقع البعض بأن يصبح التعلم الإلكتروني الأسلوب الأمثل والأكثر انتشارًا للتعليم والتدريب، وأصبح التعلم الإلكتروني بأنماطه المختلفة ومشاريعه الواسعة وهيئاته المنتشرة في كل مكان واقعًا ملموسًا، ونتيجة لذلك لقي هذا النوع من التعلم صدى واسعًا من المؤسسات التعليمية، خصوصًا تلك التي تبحث عن فرص لتعليم هؤلاء الطلاب الذين يرغبون في التعلم في أي مكان وأي زمان، وتتكون البيئة الافتراضية الجديدة من فصول ليست كتلك الفصول التقليدية ذات الجدران التي تبنى من الطوب، بل فصول من نوع آخر تبنى من برامج الكومبيوتر، وبها أماكن افتراضية، إذ يقابل المعلم طلابه ويتفاعل كل مع الآخر، ويشاركون في خبرات التعلم. التحرر من التقليد يقوم التعلم الإلكتروني على أساس التحرر من قيود البرامج التعليمية التقليدية، بمعنى آخر يتيح التعلم الإلكتروني توزيع تعليم جيد بطريقة أسهل وأسرع وأكثر ملاءمة، ومحتوى يمكن تعديله بسهولة. وتتبنى في السنوات الأخيرة مؤسسات أكاديمية عدة تكنولوجيات الإنترنت والويب بشكل متزايد في عملياتهم التربوية. وهذه التكنولوجيات هي مجموعة تطبيقات أو برمجيات مستقلة تتحد لتكون رزمة واحدة. هذه الرزمة البرمجية المتكاملة تعرف بمنظومات إدارة المقرر Course Management Systems (CMS)، وقد طورت لمساعدة الكليات في تطبيق وإدارة مقررات قائمة على استخدام الويب. والـ CMSتطبيق يهدف إلى اختزال الجهد والمهارة الفنية الضرورية لبناء وإدارة مقررات قائمة على استخدام الويبWeb-Based Courses. كما يدعم هذا التطبيق المهام الرئيسة التالية: تنظيم مواد التعلم الرقمية وتوزيعها، والاتصال والتعاون، وتقييم الطالب والتقييم الذاتي، وإدارة الصف. حزم برمجية مطورة هناك عدد من الحزم البرمجية المطورة تستخدم لإدارة التعلم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العالي يطلق عليها منظومات إدارة التعلم Learning Management Systems (LMS)، وهي برمجيات تؤتمت إدارة نشاطات التعليم والتعلم، وتعد إحدى الحلول المهمة للتعلم الإلكتروني في الجامعات. وتقوم بيئة التعلم الإلكترونيLearning Electronic Environment ـ من خلال منظومات إتاحة المقررات التعليمية - بثلاث وظائف هي: تقديم التعلم، وإدارته، وتطوير مواده. وبناءً على اختلاف تلك الوظائف وتكاملها في الوقت نفسه فقد اختلفت الدراسات في تسمية تلك المنظومات، إذ سميت منظومات تقديم المقرر Course Delivery Systems بناءً على الوظيفة الأولى، وسميت منظومات إدارة المقرر Course Management Systems CMS بناءً على الوظيفة الثانية، وسميت أدوات تطوير المقرر Course Developing Tools بناءً على الوظيفة الثالثة. والمسميات الثلاثة السابقة تقع جميعًا ضمن مسمى أشمل هو بيئة التعلم الإلكترونية. مصطلحات في نظم إدارة التعلم الإلكتروني يشار إلى منظومات إدارة المقرر CMS بمصطلحات متنوعة مثل: منظومات التعلم الإلكتروني E-Learning Systems، ومنصات التعلم الإلكتروني E-Learning Platforms، ومنظومات تقديم المقرر على الخط Online Courses Delivery Systems. وعمومًا توجد المصطلحات بعضها قريب من بعض مع وجود بعض الاختلافات ومنها: - نظم إدارة المقررات (CMS) Management System Courses. - نظم إدارة التعلم (LMS) System Learning Management. - نظم إدارة محتويات التعليم (LCMS) System Learning Content Management. ولإزالة اللبس بين تلك المصطلحات نوضح الفرق بينها كما يأتي: 1- المحتوى الإلكتروني Electronic Content: هو البيئة المعلوماتية والمصادر العلمية الإلكترونية التي تم إعدادها وصياغتها وإنتاجها ونشرها ليتم توزيعها وعرضها باستخدام تكنولوجيا التعلم الإلكتروني، وفيه تكون المصادر والمواد الإلكترونية التعليمية متاحة في شكل صيغة نص إلكتروني متكامل مع قواعد بيانات المقرر المنشورة على «الإنترنت». 2- إدارة المحتوى الإلكتروني Electronic Content Management: هي جمع المحتوى واختياره وتنظيمه، وإعطاء كل عنصر أو معلومة فيه اسمًا ذا معنى، وحفظ هذا المحتوى في أحدث صورة، وعرض المعلومات التي تكونه في شكل قابل للاستعمال، ونشر هذا المحتوى لأي قناة من قنوات المعلومات. 3- منظومة إدارة المقرر System (CMS) Course Management: هي مجموعة تطبيقات أو برمجيات مستقلة تتحد لتكون رزمة واحدة، هذه الرزمة البرمجية المتكاملة طورت لمساعدة الكليات في أن تطبق وتدير مقررات قائمة على استخدام الويب. والـ CMS هي تطبيق يهدف إلى اختزال الجهد والمهارة الفنية الضرورية لبناء وإدارة مقررات قائمة على استخدام الويب Web-Based Courses. وهو يوفر الدعم للمهام الرئيسة التالية: تنظيم وتوزيع مواد التعلم الرقمية، الاتصال والتعاون، تقييم الطالب والتقييم الذاتي، إدارة الصف. 4- منظومة إدارة التعلمLearning Management System (LMS): هي برمجية مصممة لتخطيط وإدارة ومتابعة وتقييم جميع أنشطة التعلم في المؤسسة. وهي منظومة تضم خدمات خاصة بالمحتوى التعليمي الإلكتروني يسمح بمنح الطلاب والمعلمين والمشرفين إمكانية الدخول إليه. 5- منظومة إدارة محتوى التعلم: Learning Content Management System (LCMS): هو برنامج أو حزمة برامج لإنشاء المحتوى التعليمي الإلكتروني وتخزينه واستخدامه وإعادة استخدامه. ويكمن الاختلاف بين «LMS» و«LCMS» أن نظم إدارة التعلم لا تركز كثيرًا على المحتوى لا من حيث تكوينه، ولا من حيث إعادة استخدامه، ولا من حيث تطوير المحتوى. أما نظم إدارة محتوى التعلم فهي تركز على المحتوى التعليمي من خلال دعم المؤلفين والمصممين ومختصصي المواد وذلك من خلال وضع مستودع يحوي العناصر التعليمية، ومع ذلك فهما يعملان بشكل تكاملي لدعم عملية التعلم الإلكتروني. مكونات نظام إدارة التعليم الإلكتروني: (1) المادة (المحتوى العلمي). (2) عضو هيئة التدريس أو المدرب. (3) الطالب. (4) البيئة التعليمية (وسيط الاتصال). (5) التقييم. (6) وسائل الاتصال أو التواصل: - مباشرة: وتكون بالمواجهة بين الطالب والمعلم في الزمان والمكان نفسهما. - غير مباشرة: وتكون من خلال وسط أو وسيط مثل الكتب والمحاضرات والمذياع والتلفزيون والتليفون وشبكات الحاسبات والشبكة الدولية للمعلومات «الإنترنت» والأقمار الصناعية وغيرها. - المحاكاة (Simulation). خصائص نظم إدارة التعلم الإلكتروني: تتميز منظومات إدارة المقررات بأنها تمكن مصممي المقررات الإلكترونية من نقل المقرر من نظام إدارة مقررات معين مثل WebCT إلى آخر مثل Moodle أو العكس. ويمكن تلخيص خصائص نظم إدارة التعلم الإلكتروني في ما يلي: • جودة التصميم التعليمي وكفاءته وتعدد أساليب عرض المعلومة. • وظيف التكنولوجيا الحديثة واستخدامها كوسيلة تعليمية. • تشجيع التفاعل بين عنصري نظام التعليم. • تطوير التعليم الذاتي لدى الطلاب. • سهولة المتابعة والإدارة الجيدة للعملية التعليمية. • نشر وتقديم المقررات الدراسية. • إدارة سجلات الطلاب ومتابعة أنشطتهم. • إمكان التواصل بين الطلاب والمدرسين عن طريق منتديات حوارية خاصة. • نشر الامتحانات وتقييمها. معايير نظم إدارة التعلم الإلكتروني: يتطلب محتوى التعلم الإلكتروني استراتيجيات ومعايير خاصة لإدارة جودته تختلف عن تلك التي يتطلبها محتوى التعلم والتعليم التقليدي، كاستراتيجيات تفاعل المتعلمين، وعناصر تقييم إدارة جودة مقررات التعلم الإلكتروني من المنظورين الإداري والبنائي، التي تضعها هيئات ضمان الجودة والاعتماد. ولوضع نموذج معياري لمنظومات تقديم المقررات التعليمية بدأ مشروع منظومات إدارة التعليم Instructional Management Systems (IMS) والذي أخذ على عاتقه تحديد المعايير الخاصة بمنظومات إدارة المقررات التعليمية على الشبكة وبنائها، وعلاقة كل عنصر من عناصرها بباقي المنظومة، مما يتيح استخدام أحد عناصر منظومة داخل منظومة أخرى. ومن أبرز المعايير العالمية التي يمكن الاعتماد عليها في بناء وتطوير وإدارة المشاريع: معايير IMS لإدارة العملية التعليمية، ومعايير SCORM لتطوير وبناء المحتوى التعليمي، وهو النموذج المرجعي لمشاركة مواضيع المحتوى: Sharable Content Object Reference Model (SCORM)، ويعرف بأنه أحد معايير التعلم الإلكتروني التي تمكن من استيراد المحتوى التعليمي والتشارك فيه وإعادة استخدامه وتصديره إلى منظومة تعلم أخرى تدعم هذه المعايير. ومعايير SCORM عبارة عن ثلاث مجموعات من المعايير والمقاييس (أو المواصفات) التراكمية - تنمو مع الزمن - المجمعة من مختلف الجهات التعليمية والتقنية تكّون بمجموعها مرجعًا فنيًا لصناع المحتوى الرقمي التعليمي. والمجموعات الثلاث هي: نموذج تجميع المحتوى الرقمي Content» «Aggregation Model.. البيئة المثالية «Run-Time Environment». التتابع والتقصي «Sequencing and Navigation». ويقع ذلك ضمن الاتجاهات البارزة في مجال التعلم الإلكتروني التي تسعى إلى تطوير ونشر واستخدام مجموعة من المبادئ والمعايير الخاصة به، وتعد هذه العمليات من الأنشطة الرئيسة ومن الأسباب الجوهرية وراء نجاح التعلم الإلكتروني على نطاق عالمي. وتستخدم في إدارة محتوى التعلم الإلكتروني تكنولوجيات لها أهمية في التنظيم والتخطيط الجيد للمقررات التعليمية مما يؤدي إلى تحقيق الاستفادة القصوى منها. خطوات اختيار نظم إدارة التعلم الإلكتروني هناك سبع خطوات لتحديد نظام إدارة التعلم الإلكتروني المناسب، وقبل تحديد خطوات الاختيار يجب مراعاة جوانب مهمة تتعلق بالميزانية المتاحة للمشروع والوضع المالي للجهات المتنافسة على المشروع مع قدراتهم على الدعم الفني والأسعار المعروضة. وهذه النقاط هي: 1- تحديد استراتيجية التعلم الإلكتروني: لا بد من وضوح استراتيجية التعلم الإلكتروني من حيث تحديد الفئة المستهدفة والإمكانات المتاحة والميزانية المتوفرة وتحديد العوائق والفوائد المتوقعة من التعلم. 2- توثيق الطلبات: من الضروري كتابة الطلبات التي تراها المنشأة مهمة في نظام إدارة التعلم الإلكتروني. 3- البحث عن نظم التعلم الإلكتروني المتاحة. 4- تجهيز كراسة مواصفات Request for Proposal (RFP): بحيث تكون تحت مظلة الاستراتيجية وتفي بالمتطلبات مع إضافة أحسن المميزات المتوفرة في الأنظمة الموجودة. 5- مراجعة العروض المقدمة: ويتم ذلك من خلال وضع معايير بأوزان مختلفة للوصول إلى تقييم معياري لأنظمة إدارة التعلم الإلكتروني المطروحة. 6- جدولة الاجتماعات والعروض التجريبية: من المهم الاجتماع بالجهات التي توفر أنظمة إدارة التعلم الإلكتروني والتحاور معهم حول كل ما يتعلق بمنتجهم وفق كراسة الموصفات المطروحة. 7- اتخاذ القرار: يتم تحديد نظام إدارة التعلم الإلكتروني المناسب والذي يفي بالمتطلبات ويتم تجريبه في أماكن مختلفة وبما يتوافق مع الميزانيات المحددة للمشروع. أنماط نظم إدارة التعلم الإلكتروني تعد نظم إدارة التعلم الإلكتروني الخمس التالية: WebCT، Moodle، Blackboard، Top Class، ATutor من أشهر المنظومات العامة لإدارة المقررات التعليمية الإلكترونية، وتصنف نظم إدارة المحتوى والتعلم الإلكتروني وفقًا لنوع المصدر إلى ثلاثة أنواع، هي: برمجيات تجارية (مغلقة المصدر)، وبرمجيات مطورة لجهات محددة (مغلقة المصدر)، وبرمجيات مجانية (مفتوحة المصدر)، أي يمكن الحصول عليها واستعمالها وتعديلها وتوزيعها، وفيما يلي استعراض لهذه البرمجيات: أ ـ البرمجيات التجارية (مغلقة المصدر): تسعى المؤسسات التجارية المنتجة للبرمجيات إلى تحقيق أكبر قدر من الربح المادي من البرمجيات التي تقوم بإنتاجها، من خلال إعطاء المستخدم الملفات التنفيذية للبرمجية والاحتفاظ لنفسها بشفرة المصدر لهذه البرمجيات، وهذا يعني أن المستخدم قادر وبصورة جيدة على تشغيل البرمجية واستثمار قدراتها، غير أنه عاجز عن دراسة آلية عملها وتعديلها بما قد تتطلبه احتياجاته الخاصة. وتسمى هذه البرمجيات بالبرمجيات المغلقة Closed Software بمعنى أن المؤسسة المنتجة لهذه البرمجيات تحول دون حصول المستخدم على شفرة المصدر (الكود) وهذا يقف عقبة أمام المستخدم لتطوير البرمجية بما يتلاءم مع ظروفه واحتياجاته، ومن ثم فإن البرمجيات التجارية مغلقة المصدر هي منظومات يمكن استخدامها في مقابل أجر لجهة الإنتاج. ب - برمجيات مطورة لجهات محددة (مغلقة المصدر): وجدت بعض المؤسسات التعليمية أن المنظومات التجارية لا تلبي حاجتها في تقديم مقرراتها التعليمية، مما دعاها إلى أن تطور منظومة خاصة بها لتقديم المقررات التعليمية. ومن أمثلة هذه المنظومات: POLIS ANDES, NEEDS, ENT,. ج ـ البرمجيات المجانية (مفتوحة المصدر): يشير مصطلح البرمجيات مفتوحة المصدر إلى حرية تعديل وتوزيع البرمجيات عبر إرفاقها مع الكود المصدري وتمكين مستخدميها من إدخال أية تعديلات على هذه الشفرة المصدرية. ويمكن تطوير هذا النوع من البرمجيات من مبرمجين ومشاركين ومستعملين وغيرهم طواعية، ومن أمثلة هذا النوع من البرمجيات:Atutor, Moodle Dokeos,. في ضوء ما سبق يمكن القول إن التطور الذي نرجوه للتعلم الإلكتروني وتطبيقاته المتعددة لن يتم بدرجة عالية من الكفاءة إلا من خلال تقديم أفضل التصورات للعملية التعليمية التعلمية، وليس من خلال التركيز فقط على تطوير الوسائل التقنية التي يمكنها فقط إتاحة فرص واسعة ومتعددة لتطوير وتحسين طرائق وأساليب التعليم والتعلم.



مجلة المعرفة 
رابط المقال : هنا

1 التعليقات:

مقال رائع جدا
أشكرك أخي علي

إرسال تعليق

شكراً لمشاركتك إبداء رأيك في مدونتي ، ويسعدنا دائما وجودك ،،

محبك
أبو الأيهم علي الدغري